كيف نعظم النبي صلى الله عليه وسلم ؟
Page 1 sur 1
كيف نعظم النبي صلى الله عليه وسلم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الأمر بتوقير النبي وتعظيمه يعني أن ذلك عبادة لله وقربة إليه سبحانه، والعبادة التي أرادها الله تعالى ويرضاها من العبد هي ما ابتغي به وجهه، وكان على الصفة التي شرعها في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الكريم .
فأما الإخلاص في الأعمال وابتغاء وجه الله فيها فهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله؛ لأن معناها: لا معبود بحق إلا الله I.
وأما متابعة النبي فهي مقتضى الشهادة بأن محمدًا رسول الله، ولازم من لوازمها؛ إذ معنى الشهادة له بأنه رسول الله حقًّا: (طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع).
وهذا كمال التعظيم، وغاية التوقير. وأيُّ تعظيم أو توقير للنبي لدى من شكَّ في خبره، أو استنكف عن طاعته، أو ارتكب مخالفته، أو ابتدع في دينه وعبد الله من غير طريقه؟! ولذا اشتد نكير الله تعالى على من سلكوا في العبادة سبيلاً لم يشرعها، فقال: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَاًذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21]. وقال : "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"؛ أي: مردود عليه.
ويتحقق تعظيم النبي بالقلب بتقديم محبته على النفس والوالد والولد والناس أجمعين؛ إذ لا يتم الإيمان إلا بذلك، ثم إنه لا توقير ولا تعظيم بلا محبة، وإنما يزرع هذه المحبة معرفته لقدره ومحاسنه .
وإذا استقرت تلك المحبة الصادقة في القلب كان لها لوازم هي في حقيقتها مظاهر للتعظيم ودلائل عليه، ومن صور ذلك التعظيم: الثناء عليه بما هو أهله، وأبلغ ذلك ما أثنى عليه ربه به، وما أثنى هو على نفسه به، وأفضل ذلك: الصلاة والسلام عليه؛ لأمر الله وتوكيده:
{إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
[الأحزاب:56].
وهذا إخبار من الله تعالى بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه؛ ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعًا، وصلاة المؤمنين عليه هي الدعاء طلبًا للمزيد من الثناء عليه.
والصلاة عليه مشروعة في عبادات كثيرة؛ كالتشهد والخطبة وصلاة الجنازة وبعد الأذان وعند الدعاء وغيرها من المواطن.
وأفضل صيغها: ما علّمه النبي لأصحابه حين قالوا: أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال: "قولوا: اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".وغير خافٍ عليك ما في الصلاة عليه من الفوائد والثمرات من كونها سببًا لحصول الحسنات، ومحو السيئات، وإجابة الدعوات، وحصول الشفاعة، وصلاة الله على العبد، ودوام محبة النبي وزيادتها، والنجاة من البخل.
للموضوع بقية
</div>الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الأمر بتوقير النبي وتعظيمه يعني أن ذلك عبادة لله وقربة إليه سبحانه، والعبادة التي أرادها الله تعالى ويرضاها من العبد هي ما ابتغي به وجهه، وكان على الصفة التي شرعها في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الكريم .
فأما الإخلاص في الأعمال وابتغاء وجه الله فيها فهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله؛ لأن معناها: لا معبود بحق إلا الله I.
وأما متابعة النبي فهي مقتضى الشهادة بأن محمدًا رسول الله، ولازم من لوازمها؛ إذ معنى الشهادة له بأنه رسول الله حقًّا: (طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع).
وهذا كمال التعظيم، وغاية التوقير. وأيُّ تعظيم أو توقير للنبي لدى من شكَّ في خبره، أو استنكف عن طاعته، أو ارتكب مخالفته، أو ابتدع في دينه وعبد الله من غير طريقه؟! ولذا اشتد نكير الله تعالى على من سلكوا في العبادة سبيلاً لم يشرعها، فقال: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَاًذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21]. وقال : "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"؛ أي: مردود عليه.
ويتحقق تعظيم النبي بالقلب بتقديم محبته على النفس والوالد والولد والناس أجمعين؛ إذ لا يتم الإيمان إلا بذلك، ثم إنه لا توقير ولا تعظيم بلا محبة، وإنما يزرع هذه المحبة معرفته لقدره ومحاسنه .
وإذا استقرت تلك المحبة الصادقة في القلب كان لها لوازم هي في حقيقتها مظاهر للتعظيم ودلائل عليه، ومن صور ذلك التعظيم: الثناء عليه بما هو أهله، وأبلغ ذلك ما أثنى عليه ربه به، وما أثنى هو على نفسه به، وأفضل ذلك: الصلاة والسلام عليه؛ لأمر الله وتوكيده:
{إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
[الأحزاب:56].
وهذا إخبار من الله تعالى بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه؛ ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعًا، وصلاة المؤمنين عليه هي الدعاء طلبًا للمزيد من الثناء عليه.
والصلاة عليه مشروعة في عبادات كثيرة؛ كالتشهد والخطبة وصلاة الجنازة وبعد الأذان وعند الدعاء وغيرها من المواطن.
وأفضل صيغها: ما علّمه النبي لأصحابه حين قالوا: أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال: "قولوا: اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".وغير خافٍ عليك ما في الصلاة عليه من الفوائد والثمرات من كونها سببًا لحصول الحسنات، ومحو السيئات، وإجابة الدعوات، وحصول الشفاعة، وصلاة الله على العبد، ودوام محبة النبي وزيادتها، والنجاة من البخل.
للموضوع بقية
Sujets similaires
» كيف نعظم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ 2013
» تحضيرحديث ثاني ثانوي بطولات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم
» هدي النبي صلى الله عليه وسلم بالزينه
» فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
» حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وعشرته
» تحضيرحديث ثاني ثانوي بطولات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم
» هدي النبي صلى الله عليه وسلم بالزينه
» فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
» حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وعشرته
Page 1 sur 1
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum